الطريق الي اللة Admin
المساهمات : 449 تاريخ التسجيل : 18/01/2012
| موضوع: مادا تعرف علي كلمة "العظمة " السبت يناير 28, 2012 8:56 am | |
|
العظمة ذكر ابن بطوطة في رحلته : أن واعظاً كرر قوله تعالى : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيئ عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) فصاح أحد الحضور ثم وقع ميتاً . إن عظمة الساعة من عظمة قدرها وصورها وقضاها جل في علاه . وفي السير أن عبد الله بن وهب ـ العالم العابد ـ سمع قوله تعالى : ( وإذ يتحاجون في النار ) . فخر مغشياً عليه ومات بعد ثلاثة أيام . ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ). وفي البداية ان عمر ـ رضي الله عنه ـ سمع القارئ يقرأ : ( وقفوهم إنهم مسئولون * ما لكم لا تناصرون ) فحُمِلَ إلى بيته , وبقي مريضاً شهراً كاملاً يعوده الناس .
إنه تعظيم الباري عز وجل , والخوف من مقامه , ومعرفة قدره وقهره , وإن عظمة القرآن من عظمة منزله جل في علاه ( ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعاً ) . فسبحان سميع الدعاء سريع الإجابة , خفي اللطف , فارج الكرب , كاشف السوء , مجيب دعوة المضطر , فالق الإصباح , مزيل الهم .
يقول الله تعالى : ( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور ) . العلماء ورثة الأنبياء والميراث وهو العلم , فقد حفظ الله هذا العلم بالعلماء, فما كان منهم إلا تجنيد النفس لتوصل كلمة التوحيد , امتداداً للمسيرة الخالدة , حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
ومن أجل هذه المهمة العقدية جند أهل العلم أقلامهم في تسطير معالم التوحيد عبر الأزمان وفي كل مكان .
ومن هذه الأقلام ـ قلم العظمة ـ ذاك القلم السلفي , الذي جعل مداده لا إله إلا الله , فخط محمداً رسول الله , وسطر كلمة التوحيد , فكانت ألفاظه سلفية , وطريقته أثرية , وندارة لغوية , وتراكيب بلاغية , وصوراً فنيه , وملحمة تعبيرية , وعظمة فكرية .
وقلم العظمة سلَّ ريشته العقدية , فأظهر مظاهر التوحيد في الحياة الكونية, فطار في السماء , ومشى على الماء , وغزا الصحراء , وغاص في البحار , وصعد الجبال , ودخل في باطن الأرض فأخرج منها آيات الرحمن , وكلم الجمادات والحيوان .
وقلم العظمة وعى القرآن , فأنطق سحر البيان , وحفظ السنة , فشحذ الهمة , وفهم آثار السلف , فكان خير خلف , وأدرك منهج الأئمة , فالتزم بقواعد أهل السنة , وعرف ما هية الإيمان , فجعل الكمال للرحمن .
وقلم العظمة أجمل التوحيد مبتعداً عن التعقيد , فاستخدم الإشارة , وأفصح العبارة , وفن المهارة , فكانت العظمة , أسلوباً ماتعاً , وفهماً يانعاً , وعلماً ساطعاً .
والعظمة تبسيط لمجمل العقيدة , وما هية التوحيد , وحقيقة الإيمان , وضوابط الانقياد , من خلال جولة قلبية في الحياة الكونية , التي تُقرر الحقيقة الإلهية بالآيات الربانية .
مقصود العظمة وهدفها : زرع التوحيد الخالص لله في صور تطبيقية , وحفظ الأحكام الشرعية لا التراكيب المتنية , وإقامة الحجة على العقول البشرية , للاعتراف بالصفات الإلهية .
والعظمة يصلح أن يكون عمدة في إقناع غير المسلمين بالإسلام , لأنه يُخاطب الفطرة الإنسانية بما يوافق المنطق العقلي , ليُقنع الإنسان بتوحيد الرب جلّ وعلا . فأقام الحجة على العقل بدلائل مرئية , وعبارات مركزة قوية , ولذلك ارى ـ والله أعلم ـ أن كتاب العظمة في هذا الشأن سوف يترك اثر كبيراً في دعوة غير المسلمين . سائلا ربي أن يُقيَّد له من يترجمه إلى لغات مختلفة ليزداد نفعه ويعم خيره. فالهدف هو العمل والتطبيق , وليس القراءة والإعجاب . وأخيراً :
أسأل الله بأسمائه الحسنى , وصفاته العُلاَ أن يثبت قلم العظمة , وأن يثبتنا واياه على الحق المبين , وأن يحشرنا في زمرة المتقين , وأن يجمعنا بخاتم المرسلين . صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين منقول
| |
|